الجمل والإبل هي من الدواب التي كان يعتمد عليها الإنسان البدائي إضافة للخيل والبقر والأغنام ، فكان يقضي سفره البعيد عبر الصحاري بالجمل والإبل والمسافات السريعة بالخيل، وسمي سفينة الصحراء لأنه يتحمل الجوع والعطش لأيام طويلة وهو يسير في طريقه، لذلك كان يعتز به الأقوام في الزمن القديم بل وكان رمزا لبعض الحضارات القديمة.
أما الجمل في الأحلام فهو من أبواب الخير في الغالب، وله حالات عديدة كبشرى للرائي إن كان بنتا عزباء أو امرأة متزوجة أو حامل أو رجل، وسنذكر لكم ما أورده المفسرين من ابن سيرين وغيره في رؤيا الجمل في الحلم ونشرح ذلك بأسلوب بسيط.
حالات رؤيا ركوب أو امتلاك الجمل والإبل
يقول ابن سيرين بأن الجمال والإبل إذا دخلت مدينة بلا حمل على ظهورها ولا جهاز ركوبها أو سارت تمشي في طريق غير مخصص للدواب فإنها تعني السحب والأمطار والخير القادم، وركوبه حزن عميق أو شهرة بين الناس لأنه يرتفع في مجلسه فوق ظهر الجمل ما لم يسقط.
ويقال بأن ركوب الجمل العربي هو سفر للحج، ومن سقط من فوق جمل فإنه الفقر وخسارة المال وقيل بأنه الموت للمريض، ومن رمحه الجمل والإبل أصابه المرض، ومن صال عليه الجمل أو أخرج عليه صوته فإنه مرض أو يصيب مالا وحزنا في وقت واحد أو خصومة مع شخص عزيز، وقافلة الجمال في الشتاء تدل على كثرة الشتاء والقطر في هذا العام، أما قافلة أو قطار الإبل في الصيف فيدل على الشدة والكربات والجفاف الشديد في الحر.
ومن صعب عليه ركوب الجمل فهو ضرر يصيبه من عدو، وعند أخذه بخطام أو حبال البعير وقاده لمكان يعرفه الرائي في المنزل أو خارجه فإنه يفسر برجل مفسدا على الصلاح، ويقال بأن قيادة الجمل والبعير والإبل تدل على تقرب أصحاب المناصب والأعمال والحكم من الرائي، ومن رأى بأنه يرعى الإبل العربي في الصحاري أو أماكن الرعي فإنه ينال ولاية على العرب أو مكانة بينهم وجاه، وإن كان الجمل والبعير بخاتي فإنه منصبه بين العجم.
أما رؤية الجمل الواحد فهو يدل على رجل، فهو للبنت العزباء زواج من رجل قريب وللمتزوجة زوجها أو أخيها يأتيها بالخير، وللحامل أنها ستلد ذكرا يكون به الخير والمنفعة لها به، وأما رؤيا الرجال والنساء من كان يملك الجمل أو واحد من الإبل فإنه يدل على تغلبه على من يمكر له والنصر على من يحاول خداعه.
ويحدثنا ابن سيرين بأن الجمل قد يدل على الشيطان وما يوسوس به للإنسان، فقد يكون الصعود على سنام الجمل عمل غير صالح يقوم به الرائي أو فساد في دينه أو بدعة لأنه يقال بأن على كل ذروة سنام جمل شيطان، وقيل بأنه قد يدل على الموت إن كان الجمل يصيح أو يصدر أصوات قوية وعالية من فمه، وفي حالات ضلال طريقة بالرائي فإنه يدل على مخالطة الرائي لأشخاص جهلة يمثلون أدوار العلم وفهم الأمور وهم حقيقة خلاف ذلك.
أما من ملك العديد من الإبل فإنه يدل على أنه شخص صبور ويتحمل الصعاب، وقد يدل على خروجه من الصعاب بعد مشقة لأن جمع الإبل يكون لسفر به مشقة أو لراحة بعد مشقة، وركوب جمل من بين قطيع جمال وإبل هو شهرة بين الناس أو العلو على أناس جهلاء وقيادتهم، ويقال بما معناه لقول النبي أن ركوب الجمل حزن أو شهرة.
ويدل ركوب الجمل للشخص المريض من رجل أو أنثى إن كان ركوبه للسفر فهو دلالة على الموت في هذا المرض، وإن كان يركبه لفضول حبه مجرد الركوب فإنه حسن في حاله، أما إطعام المريض للجمل أو الإبل أو شرب اللبن منه فهو شفاء لمرضه، وإن ركب الجمل ولم يمشي به أو توقف عن السير ورفض الاستمرار فإنه حزن عميق أو وقف للحال للرائي أو حبس أو مرض أو خلاف مع شخص يزجه بالسجن أو خلاف مع شخص من مقربي الحاكم وحاشيته الفاسدة الظالمة.
وركوب الجمل المزين بالحمل أو المحفة فإنه استعانة برجل على قضاء الحوائج ويقال بأنه استعانة بشخص ضخم أو شخص مخلص في قضاء الأمر، وللبنت العزباء ركوب الجمل المزين هو زواج لأنه دال على العرس، وللمتزوجة يدل على زوجها فإن كان غائبا عاد لها وإن كان أسيرا فك أسره وإن كان حاضرا عاد لها بخير، وللحامل هو ميلاد سهل يعود عليها بطفل يشبه أبيه في شكله ويملك العز والجاه في مستقبله، أما إن كان ما يدل على الشر في رؤيا ركوب الجمل المزين فإنه مصيبة كبيرة أو شهرة في فضيحة تنشر بين الناس وتصبح على الألسنة.
أما من يرى بأن جملا دخل في أحد أواني بيته أو في مكان صغير من أثاث منزله أو في شيء صغير لا يتسع لحجم الجمل فإن في ذلك المكان جن قد دخل ومكث هناك وعلى الرائي وأهله تجنب الإناء أو طرد الجن منه بالقرآن قبل الاقتراب منه.
ويدل وجود الهودج والمحفة والقبة العالية فوق الجمل والرحل المزين كلها تدل على النساء والإناث لكونها من باب الزينة أو من ركوب النساء بداخلها لأنها تغشى وتركب وكان العرب يضعها داخل خيام الهودج.
مطاردة وملاحقة جمل هائج للأشخاص
وإن كان جمل في داخل المدينة يراه يمشي أو هائج أو يلاحق الرائي ويطارده أو بين جمع من الناس فإنه رجل مقرب من الرائي سيموت، أو أنه أحدا سيقتله غدرا في حال المطاردة لأن الجمل لا ينسى حقه أو يقال عنه غادر.
أما إن كان يطارد الناس ويلاحقهم جميعا فهو سيل ضار للناس أو حاكم ظالم وطاغية يفرض الضرائب والمال عليهم.
حلب الجمل أو أكله أو إبل ميت وأوباره
وفي حال رأى الشخص من رجل أو امرأة أو بنت أنه يحلب الجمل فإنه يحصل على المال الحرام أما أكل لحم الجمل فهو مرض للرائي وكذلك من يحصل أو يأخذ لنفسه بعضا من لحم الجمل فهو مرض يشتد بقدر اللحم الذي أخذه، وأما أكل رأس الجمل أو الأكل منه نيئا فذلك يدل على النميمة من الرائي والغيبة لشخص غير حاضر ويكون لشخص يفوق في خيره أضعاف مضاعفة للرائي.
ومن أخذ من أوبار وصوف الإبل والجمال فإنه يحصل على مال يدوم معه رزقه ويكون المال وكثرته بقدر ما أخذ من الأوبار أو الجلود، وإن كان هنالك جملان يتنازعان أو يصطدمان في الرؤوس فإنه خلاف بين الرائي وبين شخص عزيز جدا عليه ويكاد يطول الخصام.
أما من يرى بأن هنالك جملا مذبوحا في منزله فإنه يدل على موت صاحب البيت أو مالكه أو القائم على أموره إن كان مريضا، وإن لم يكن مريضا فهو موت شخص عزيز على مالك البيت، وإن وزع من لحم الجمل المذبوح فإنه موت صبي أو صاحب البيت أو من يرئس صاحب المنزل في عمله، أما من يذبح الجمل أو الإبل بنية أكله في منامه ولم يكن مريض فإنه يدل على الخير والعدل والحياة السعيدة وسعة الحال ورزق من مكان معلوم.
وإن كان هنالك جمل يطوف بالمدينة أو يرعب الناس أو بين جمع من الأشخاص فإنه موت شخص مشهور أو أن أحدا يقتله، فإن كان الجمل مذبوحا في ذلك الأمر فإن الرجل المقتول مظلوما، أما من سلخ الجمل وهو حي وفصل جلده عن لحمه فهو ذهاب لعزه أو خسارة لماله ، أو مرض له، أو فراق بينه وبين عزيز سيألم لفراقه، أما قطع عضو منه وأكله فهو ضرر بقدر ما أخذ من الجمل، والله أعلم وأجل.
