ركوب الطائرة والسفر فيها لم يكن في زمن المفسرين الكبار المعروفين أمثال ابن سيرين والنابلسي وابن شاهين، ولكن يقاس هذا الأمر على جمع ما بين ركوب وسائل النقل والطيران بها في آن واحد، لأن التنقل والطيران في السماء أو السقوط منه يختلف من شخص لآخر.
ولذلك سنقوم بجمع التفسيرات الأكثر دقة وقرب من جميع المفسرين لنحوي لكم التفسير الأدق والتأويل الأفضل لركوب الطائرة والسفر فيها والصعود وقيادتها في الحلم ليشمل كل من الرجال والنساء من البنت العزباء والمرأة المتزوجة والحامل وغيرها.
تفسير حلم ركوب الطائرة والسفر
في الطائرة بخلاف وسائل النقل هنالك أماكن عديدة لركوبها أو التواجد فيها، فهنالك من يكون في رؤية السفر وكراسي الركاب وهنالك من يقود الطائرة وهنالك من يكون في الخدمات وآخرين من المسافرين يقفون لا يجلسون على الكراسي، وكذلك حال الطائرة تقف أو تطير أو تسقط أو تهبط، وكذلك الأمر في نفس الشخص الرائي ما إذا كان يخاف ركوب الطائرات أو لم يصعدها قبل ذلك أو يحب ركوبها أو لا يعني له ركوبها شيء سوى التنقل، وكل هذا يؤثر في تفسير المنام.
يقول المفسرين بأن ركوب وسائل النقل بطريقة سليمة دون حوادث وخصوصا السريعة منها وينطبق ذلك على الطائرة فإن الرائي يكون في رحلة سفر قريبة إن كان ينوي السفر، وإن كان لا ينوي السفر فإنه وصول للهدف والمطلب في حياته سواء للذكر أو الأنثى، وقد يدل على تغير الحياة إلى الأفضل لأن الشخص في سفره يتغير من بلد لآخر سعيا لشيء أفضل بكل أحواله.
أما من كان يجلس داخل الطائرة بخوف وارتباك شديد في مشاعره فإنه سينتظر أمرا بقلق شديد، وقد يقع في مصيبة ذات نتائج سيئة ينتظرها فإن ذهب عنه الخوف ذهبت الأمور السيئة معد معاناته وإن كان حادث أو سقوط فإنه سيوجهها ويحاسب بها.
كما يقول بعض المفسرين أن الطيران في السماء والعلو فيها هو قرب من الله للرائي إن كان مخلصا في العبادة، ويدل على طول في حياته بشكل عام أو سعادة، وهذا الأمر قد يكون في الطائرة التي ترفع في السماء مصاحبة لذلك أنها تغير في الحال للأفضل لأنها للتنقل.
وفي حال القفز من الطائرة أو السقوط منها فإن ذلك مماثل للسقوط من الجبل أو من فوق السحاب أو يقاس على القفز من السماء في تفسيرات ابن سيرين، بأن من قفز أو سقط من الطائرة فإنه سيعود بحياته وأحداثها للخلف أو لوضع أشد سوء، ويقال بأن القفز هو كشف لسر قديم به مصيبة للرائي، وللقفز في حفرة دلالة على الموت ونهاية الأجل، ومن قفز ومعه مظلة فإنه نجاة له من أمر به هلاك كاد يقع به.
تفسير الصعود إلى الطائرة
من رأى بأنه يصعد درجات الطائرة ولكنه لا يستطيع الإكمال فإنه مثل صعود أي درج بأنه يرى أمرا أفضل لحياته لكنه لن يتمكن من تحقيقه أو الوصول إليه، ومن يعاني في الصعود سيجد الصعاب في تحقيق مطالبه، ومن وجد الصعود سهلا ويسيرا ودخل الطائرة فإنه وصول للهدف وتحقيق لما يسعى له، أما من لم يستطع أن يخطو أي خطوة في الصعود فإنه سيعود حاله للأسوياء لأن عامل الوقت هنا يدل على تغير الحال للأسوأ كما في ركوب وسائل النقل القديمة التي تحدث عنها المفسرين.
وفي حال السقوط من درج الطائرة فإنه نفاق وخداع سيناله من أشخاص وثق بهم وبمساعدتهم له، قد يكون الأمر متعلق بالرائي إن دخل في قلبه الطمع أو الجشع أو أكل حقوق الناس ومالهم فإنه سيقع في خسارة ما كان سيأخذه بطمعه وزيادة على ذلك تعاسة حاله، ويقال بأن السقوط إذا كان في حفرة أسفله فإنه الموت للرائي.
ويقال بأن من رأى بأن شخصا يصعد للطائرة ويودع الناس خلفه فإما أن يسافر لبلد دون رجعة أو قرب نهاية أجله، وكذلك الوداع في كل أمور الطائرة فإن رأى الشخص انه يودع أحدا من أهله أو الناس فإنه مصيبة في أهله أو بيته أو في نفسه.
تفسير حلم قيادة الطائرة
فمن كان في ركوبه يقود الطائرة باستقرار الطيران لها ، فإنه شخص لديه الذكاء والحكمة في تسيير أمور حياته بعيدا عن المكر والخداع، وإذا كان يرى أنه يقود الطائرة ولكنها تتأرجح به وتتمايل فإنه يسير في حياته بشكل متقلب المزاج ولا يشعر بطعم الراحة أو الفرح إلا إذا عاد لربه والتزم دينه، أما من يقود الطائرة وأصبحت كأنها تسقط به، فإنه الوقوع بالمعاصي والفواحش مع العلم بحرمتها والإصرار عليها وينتظر عقابه في مصيبة كبيرة ستحل به.
أما من كان يقود الطائرة باستمتاع وحرية وحب لذلك فإنه سهولة ويسر في قضاء حوائجه ونيل سعادته، ومن كان يخاف وهو يقود فإنه تردد في آرائه وعدم القدرة على اتخاذ قرار في أمر سيقع به وسيجعل به الخوف لفترة طويلة حتى ينتهي الأمر ، وإن كان حادث بالطائرة فإن الأمر سينتهي بمصيبة للرائي، والله أعلى أعلم من كل شخص.
